البحث العلمي : التعريف والخصائص

مدونة إشارات .. منهجية البحث العلمي

البحث العلمي : التعريف والخصائص

تعريف البحث العلمي :

       إن مصطلح البحث العلمي يتكون من كلمتين وهما : (البحث) و(العلمي)، فكلمة البحث هي مصدر الفعل الماضي بحث ومعناه: تقصى، تحرى، تتبع، سأل، حاول، طلب .. أما كلمة العلمي هي منسوبة إلى العلم الذي يعني المعرفة، الدراية، الإدراك، الإحاطة والإلمام بالحقائق وكل ما يتصل بها. 

        ظهرت العديد من المفاهيم والتعريفات للبحث العلمي، نذكر منها :

أن البحث العلمي يعني ( التقصي المنظم للحقائق باستخدام أساليب وطرق علمية محددة، بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو إضافة الجديد لها)، ويعرف (Whitney) البحث العلمي بأنه (استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التحقق منها مستقبلا)، ويعرف آخر البحث العلمي بأنه (عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى (الباحث) من أجل تقصي حقائق بشأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى (موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) بغية الوصول إلى حلول ملائمة أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى (نتائج البحث))

خصائصُ البحْثِّ العلمي :

         يمتاز البحثُ العلميِّ بجملةٍ من الخصائصِ نذكرُ منها ما يلي:

 البحْثُ العلميُ بَحث مُنظمٌ ومضبوطٌ :

أي أنّ البحثَ العلميَّ نشاطٌ عقليٌّ منظّمٌ ومضبوطٌ ودقيقٌ ومخطّطٌ، حيث أنّ القوانين والنّظريات قدْ تحقّقت واكتُشِفتْ بواسطة نشاطٍ عقليٍّ منظّمٍ ووفق قواعد وأصول منهجية علمية في جميع مراحله، فهو ليس وليدَ الصُّدفةِ، ولا يقوم على التخبط والعشوائية، ممّا يُحقّقُ للبحث العلميِّ عاملَ الثِّقةِ الكاملةِ في نَتائجهِ.

البحث العلمي بحث هادف :

فالباحث من وراء بحثه العلمي يسعى إلى تحقيق هدف معين، ويعتبر هذا الأخير بمثابة المنارة التي توجهه في كل مراحل بحثه، لذا وجب صياغته بدقة ووضوح.

البحث العلمي بحث يعتمد على التفكير الاستدلالي :

البحث العلمي يعتمد على التفكير الاستدلالي سواء الاستدلال الاستنباطي الذي ينطلق من معرفة سابقة يطلق عليها المقدمات ليصل إلى معرفة جديدة يطلق عليها النتائج، فكلما كانت المقدمات صحيحة كلما كانت النتائج صحيحة أيضا، أو الاستدلال الاستقرائي يقوم على الانتقال من الجزئيات إلى الكليات فإذا ما تأكد انطباق شيء معين على جزء من أجزاء الظاهرة، يمكن أن يعمم ذلك على الظاهرة على نحو عام.

الدقة :

البحث العلمي يتميز بالدقة المتناهية في جميع مراحله، وبخاصة صياغة مشكلة البحث وأهدافه، ووصف مجتمع وعينة الدراسة، وكذلك منه جية الدراسة، والمعالجات الإحصائية المطبقة، وعرض النتائج وتحليلها.  

البحث العلمي بحثٌ حركيٌ تجديديٌ :

مما يعني أنّ البحثَ العلميَّ ينطوي دائماً على تجديدٍ وإضافةٍ معرفيّةٍ عن طريق استبدالٍ مستمرٍّ ومُتواصلٍ للمعارفِ المُتجدّدةِ.

 تعميم نتائج البحث  :

البحث العلمي نتائجه قابلة للتعميم، ويقصد بذلك أن النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال دراسته على عينة معينة، يمكن أن تعمم نتائجه على مجتمع الدراسة ككل، وكذلك  بالنسبة لظاهرة ما تصبح نتائج البحث فيها قواعد عامة، تكون منطلقا لتفسير ظواهر أخرى مماثلة ومشابهة.   

 التسلسل والترابط : 

يعني أن تكون أجزاء البحث العلمي وفصوله مترابطة ومتكاملة ومتسلسلة ومنسجمة مع بعضها البعض، وأن يكون هذا الترابط والتسلسل منطقي، وتاريخي أو موضوعي، وهذا ما يعطي البحث قوة وجودة، ودقة في النتائج.