علم الاقتصاد : مفاهيم أساسية
علم الاقتصاد : مفاهيم أساسية
إن المفاهيم المقدمة لعلم الاقتصاد كثيرة ومتعددة، ويصعب إعطاء تعريف محدد ودقيق لهذا المجال من العلوم، والسبب في ذلك يعود إلى ما تتميز به العلوم الاجتماعية بشكل عام من ترابط وتأثير متبادل فيما بينها ذلك أن موضوعها واحد وهو الإنسان وسلوكه المتنوع والمعقد، وبشكل خاص يتعلق الأمر باتساع هذا المجال وبالعديد من الإشكاليات التي تطرح والتي تعتبر إجاباتها موضوع هذا العلم.
الاقتصاد علم دراسة المصلحة الشخصية :
يرى الاقتصاديون التقليديون (الكلاسيك) أنه واستنادا إلى الغاية من النشاط الاقتصادي وهي المصلحة الشخصية التي تعتبر هي المحرك للإنسان وللنظام الاقتصادي، وهي تنصرف إلى أن الإنسان يبذل جهدا طبيعيا لتحسين وضعه، وهكذا فإن علم الاقتصاد هو علم المصلحة الشخصية، أي علم موضوعه التصرف الإنساني. وما يعاب في هذا التعريف أنه يخلط نطاق علم الاقتصاد بمجالات علوم أخرى تهتم كذلك بالتصرف الإنساني.
الاقتصاد علم إشباع الحاجات :
اتجه بعض الاقتصاديين إلى النظر إلى إشباع الحاجات على أنه الغاية الأساسية للفرد من نشاطه الاقتصادي، وبالتالي تصبح هنا هي المحدد الرئيسي لنطاق علم الاقتصاد، لكن يعتبر هذا التحديد واسع، إذ أن كل نشاط إنساني يستهدف غالبا إشباع حاجة في النفس، ولذلك اشترط البعض ان تكون الحاجة موضوع علم الاقتصاد "حاجات مادية"، ومع ذلك لم يسلم هذا الرأي كذلك من النقد، حيث أن بعض الحاجات المادية تدخل أيضا في مجال علوم أخرى كالصحة والتغذية، بينما بعض الحاجات غير المادية تمتد إليها الدراسات الاقتصادية كالحاجة إلى شراء كتاب، أو قيام الدولة أو الأفراد بإنفاق الأموال وبذل الجهود لبناء دور للعبادة بهدف تدعيم العقيدة الدينية، أو قيام دولة بدفع أموال إلى دولة أخرى على سبيل المعونة بهدف تقوية العلاقات السياسية.
الاقتصاد علم الثروة :
ذهب كثير من الاقتصاديين إلى أن الهدف الأساسي من النشاط الاقتصادي هو تحقيق الثروة، وبذلك هم يقررون أن تكوين الثروة هي مجال البحث لعلم الاقتصاد، ففي كتابه " ثروة الأمم " (1776م) عرف آدم سميث علم الاقتصاد بأنه العلم الذي يبحث في أسباب الثروة عند الأمم، ويرى أن الموضوع الأساسي للاقتصاد في كل دولة هو زيادة ثروة وقوة هذه الدولة. وفي نفس هذا الاتجاه الفكري ذهب جان باتست ساي J.B.Say في مؤلفه المعنون بـ " مطول في الاقتصاد السياسي" (1803م)، بالقول بأن علم الاقتصاد هو علم المعرفة بالقوانين المتعلقة بإنتاج الثروة وتوزيعها واستهلاكها، كذلك ألفريد مارشال A. Marshall في مؤلفه " مبادئ علم الاقتصاد" (1890م) رأى أن علم الاقتصاد هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة البشرية في شؤون حياتها اليومية، فهو بمثابة دراسة لكيفية حصول البشر على المقومات المادية للرفاهية (الثروة)، وطرق استعمال هذه المقومات.
الاقتصاد علم المبادلة :
يرى كثير من الاقتصاديين، خاصة الفرنسي جيتون بيرو G. Pirou، أن الظاهرة الاقتصادية تقوم على المبادلة، وبالتالي يعرف علم الاقتصاد بأنه العلم الذي يقوم بـدراسة عمليات التبادل التي يتخلى الفرد بموجبها عن ما هو في حوزته ليحصل بالمقابل ومن فرد آخر على ما يحتاجه، وأن عمليات التبادل هذه هي التي تسمح بقيام صلة بين إنتاج الأموال والسلع وإشباع الحاجات.
ما يؤخذ على هذا التعريف هو عدم ملاءمته لكل النظم الاقتصادية، ذلك أن بعض النظم لا تعرف المبادلة، كالنظم الاقتصادية القديمة حيث كان الاقتصاد فيها مغلق، وسادت فيها طريقة الإنتاج الطبيعي أي الإنتاج بقصد الإشباع المباشر داخل الوحدة الإنتاجية، وكذلك الأمر (أي المبادلة) يختلف في النظام الاقتصادي الاشتراكي عنه في النظام الاقتصادي الرأسمالي.
ما يؤخذ على هذا التعريف هو عدم ملاءمته لكل النظم الاقتصادية، ذلك أن بعض النظم لا تعرف المبادلة، كالنظم الاقتصادية القديمة حيث كان الاقتصاد فيها مغلق، وسادت فيها طريقة الإنتاج الطبيعي أي الإنتاج بقصد الإشباع المباشر داخل الوحدة الإنتاجية، وكذلك الأمر (أي المبادلة) يختلف في النظام الاقتصادي الاشتراكي عنه في النظام الاقتصادي الرأسمالي.
الاقتصاد علم الندرة والاختيار:
يرى البعض من الاقتصاديين إلى أن الحاجة إلى الاقتصاد لا تنشأ إلا في ظل وجود ندرة في الموارد ومحدودية في الوسائل المتاحة لإشباع الحاجات الإنسانية المتعددة، مما يتطلب إجراء المفاضلة والاختيار بين هذه الغايات اللامحدودة والموارد المحدودة للحصول على أفضل إشباع ممكن، ويعتبر المفكر الاقتصادي روبنز L. Robbins من أبرز من استند في تعريفه لعلم الاقتصاد إلى علاقة الوسائل بالحاجات، حيث يرى بأن علم الاقتصاد هو العلم الذي يدرس "السلوك الإنساني كعلاقة بين الغايات والوسائل النادرة ذات الاستخدامات البديلة"
ما يؤخذ على هذا التعريف أنه جعل الاقتصاد علما منطقيا مجردا، حيث ركز على علاقة الإنسان بالأشياء، وأهمل أن الاقتصاد علم اجتماعي (علاقة الإنسان بالإنسان)، وتفاديا لذلك ذهب البعض إلى تعريف علم الاقتصاد بأنه " علم إدارة الموارد النادرة في المجتمع البشري، ودراسة طرق التكيف التي على البشر إتباعها كي يعادلوا بين حاجاتهم غير المحدودة ووسائل تحقيقها المحدودة والنادرة "
ما يؤخذ على هذا التعريف أنه جعل الاقتصاد علما منطقيا مجردا، حيث ركز على علاقة الإنسان بالأشياء، وأهمل أن الاقتصاد علم اجتماعي (علاقة الإنسان بالإنسان)، وتفاديا لذلك ذهب البعض إلى تعريف علم الاقتصاد بأنه " علم إدارة الموارد النادرة في المجتمع البشري، ودراسة طرق التكيف التي على البشر إتباعها كي يعادلوا بين حاجاتهم غير المحدودة ووسائل تحقيقها المحدودة والنادرة "
الاقتصاد علم طرق الإنتاج :
ومن وجهة النظر هذه يتجه فريق من الاقتصاديين إلى تحديد موضوع علم الاقتصاد بدراسة العلاقات الاجتماعية المرتبطة بالإنتاج، ولما كانت هذه العلاقات تتطور على مر العصور، عبر نيكيتين Nikitine عن ذلك في تعريفه لعلم الاقتصاد وقال بأن الاقتصاد هو " علم تطور العلاقات الاجتماعية للإنتاج" ، وفي هذا السياق عُرف علم الاقتصاد على أنه " العلم الذي ينشغل بدراسة القوانين التي تحكم الإنتاج وتوزيعه واستهلاكه"، ويعرف كذلك بأنه " علم طرق الإنتاج" بمعنى أنه يهتم بدراسة الطرق (الأشكال الاجتماعية) المختلفة لإنتاج وتوزيع ما يلزم لمعيشة الأفراد.
ليست هناك تعليقات